لا شيء مهم بحياتي ليقتل هذا الفراغ الرهيب الذي يحيط بي، بل ان كل ما فيها يدعو الى الضجر و الكآبة، و لأكون صريحة أكثر فإنني أعاني من اضطرابات سلوكية و نفسية و اجتماعية قد أعاني ايضا من اضطرابات عقلية لكن لا يمكنني ادراكها نظرا لحالتي المؤسفةإنني شابة متخرجة حديثا من الجامعة و متحصلة على شهادتين، سيرتي المهنية تنم عن خبرة لا بأس بها لأن أعمل بمجال تخصصي لكنني أجد نفسي خلف مكتب لبيع السياراتإني أحاول من خلال نثر و بعثرة هذه الكلمات على وجه الصفحة أن أجد حلا لنفسي، أمرا أشغل به نفسي لأتجنب الوساوس التي تدور برأسي، ومن أجل ذلك فقد وضعت لنفسي خطة من جهة أشغل نفسي بتنفيذها و أرتاح من عناء الوحدة و الوقت الضائع ومن جهة أخرى أحل بها أكبر مشاكلي النفسية و السلوكية و المتمثلة في "ضعف الانتماء و الالتزام" سأعرفكم الى اهم اضطرابين اعاني منهما: أولا: أنا أعاني بشدة من ضعف الانتماء، فأنا لست انتمي الى فئة معينة من المجتمع او نوع معين من النساء ولا اتمتع بطبع ثابت او انطباع راسخ اتجاه أمر معين، فسرعان ما أتغير من شخصية إلى نقيضها ومن لون إلى غيره، فأحيانا أشعر بأنوثة غامرة تجتاحني تحرك في مشاعر غير مفهومة مما يجعلني مواضبة على التعطر و التجمل و التأنق و العناية في اختيار ملابسي و أحذيتي ، كما أدقق في تشكيل الأوان و الستايلات، لكن سرعان ما يستفيق بداخلي وحش رجولي يدفعني بكل جنون الى ارتداء سروال الجينز و الحذاء الرياضي، و بين ليلة و ضحاها يغيب عني ذاك السحر الانثوي ةو تختفي تلك الضحكة الرقيقة و المشية البطيئة المترنحة مثل عارضات الأزياء لأكون فجأة خليطا بين المرأة و الرجلأما عن اضطرابي الثاني فهو حبيبي المخلص الدي لا يفارقني لحظة واحدةانه ضعف الالتزام، فأنا امراة لا يمكنها ان تلتزم بشيء معين و أسعى الى التغيير ليس بدافع التجديد و انما لأنني لا أرتاح على أي وضع أكون فيه، فقد مررت بعديد من العلاقات كلها فشلت لأنني لم ألتزم بصديق واحد، كما أنني خسرت عدة أمور غالية لأنني لم التزم بمبادئي اعرف أن ما أكتبه يشبه الى حد كبير كلام المبتدئين بل انه نفسه لكنه لكنه في الواقع كلام يصف حقيقة ما اعانيه فلست انا الروائية الناجحة من ترسم هذه الخربشات