واصل الروبل الروسي الثلاثاء تدهوره بالرغم من التدابير الجذرية التي اتخذها البنك المركزي الروسي. وبعدما تراجع الروبل بحوالى 10% الاثنين، مثيرا صدمة هائلة غير مسبوقة منذ 15 عاما، وصلت خسائر الروبل الى حوالى نصف قيمته ازاء الدولار منذ مطلع العام. وأعلن البنك المركزي الروسي في منتصف الليل وفي بادرة استثنائية عن زيادة نسبة فائدته الرئيسية ب6,5 نقاط الى 17%، مقابل 10,5% حتى ذلك الحين و5,5% في مطلع السنة. غير أن الارتياح دام أقل من ساعتين في الاسواق وبعدما حقق الروبل ارتفاعا بنسبة 5% عند افتتاح المداولات، عاد وسرع تدهوره فجأة إلى مستويات قياسية جديدة اذ تراجع باكثر من 10% مع ارتفاع اليورو إلى 100 روبل والدولار الى عتبة تاريخية قدرها 80 روبل. وبموازاة ذلك تراجع مؤشر بورصة موسكو "ار تي اس" 14% بعدما كان تراجع الاثنين 10%. وبات المواطنون يشعرون بوطأة تراجع العملة الوطنية حيث ارتفعت الأسعار يقارب 10% على مدى عام وينذر بمزيد من الارتفاع. وظهرت مجددا هذا الأسبوع تسعيرات بالعملات الأجنبية في بعض المتاجر، من النوع الذي كان منتشرا في التسعينيات. واقتصر رد السلطات وفي طليعتها البنك المركزي على الدعوة إلى الصبر. وحذرت رئيسة البنك المركزي الفيرا نبيولينا عبر التلفزيون بأن عودة الروبل إلى مستوى يتماشى مع اسس الاقتصاد "سيستغرق وقتا". وأيد وزير المال السابق اليكسي كودرين الذي يحظى باحترام الأوساط المالية، رفع معدل الفائدة لكنه شدد على وجوب "استتباع ذلك بقرارات حكومية لزيادة ثقة المستثمرين في الاقتصاد الروسي". وكانت أسعار النفط أثرت بشكل واضح على مستوى الروبل.