النظرة الاساسية شهدت اسعار البترول هبوطاً عنيفاً ومستمراً، اصاب المستثمرين باليأس في البحث عن قاع ، كسر كل حواجز الدعم التي كان من المتوقع ان تشهد ارتدادة ولو تصحيحية له، هوى باكثر من 50% من اسعاره، ولكي نفهم هذا الهبوط المدوي يجب ان نعلم بعض النقاط الهامة عن البترول ولماذا يتحرك جنوباً بهذا العنف: 1- البترول سلعة مُستَهلَكَة وليس سلعة مستثمرة.2- اميركا هي اكبر مستهلك للبترول في العالم.3- اميركا اكتشفت البترول الصخري واستخرجته بتكلفة 65 دولار للبرميل. 4- تكلفة انتاج برميل البترول الخام تتراوح من 10: 20 دولار للبرميل. 5- البترول اصبح سلاحاً استراتيجيا في ايدي بعض الجماعات المسلحة بالشرق الاوسط.6- البترول يُسخدم كوسيلة ضغط في ايدي اميركا ضد روسيا وايران.7- تباطؤ النمو الاوروبي ادى الى قلة الطلب على البترول. 8- المعروض في السوق يزيد على المطلوب 2 مليون برميل والنسبة قابلة للزيادة.9- اميركا لاول مرة منذ عام 1920 تقوم بتصدير البترول حيث تصدر 500 الف برميل يومياً اغلبهم الى كندا.10- حرب المنتجين ليست حرب اسعار بل حرب حفاظ على الحصص لهذه الاسباب العشرة انهارت اسعار البترول وقد تكون مرشحة للمزيد من الهبوط، ولا سبيل لعودة الاسعار الى الارتفاع الا بتخفيض الانتاج لتقليل المعروض، او الخيار الاصعب وهو عودة منطقة اليورو الى الانتعاش مرة اخرى ليزيد الطلب على البترول من جديد، نرى ايضا اصرار اكبر مصدر للنفط في العالم " السعودية" وقد عقدت العزم على ان لا تخفض انتاجها حتى اذا وصلت الاسعار الى 20 دولاراً للبرميل، في تلك الاوقات قد نرى المنتجين الكبار والشركات العملاقة تخزن النفط في سفن الشحن والبارجات العملاقة كما فعلت في ازمة 2008 حينما هوت الاسعار لحين ارتفاعاها مرة اخرى. النظرة الفنية هبوط البترول عمودياً مع بعض التوقف القصير لالتقاط الانفاس ولكن تلك التوقفات القليلة القصيرة لم تنجح في تبريد المؤشرات، نجحت منطقة 46.50 وهي قاع سابق في صد الجوم الدببي مؤقتاً ولكن لم تثبت حتى الان انها النقطة الجديرة بإطلاق تصحيح تقني لاسعار البترول قبل مواصلة رحلة الهبوط، فشلت الاسعار في التجربة مرة اخرى على المقاومة النفسية 50.00 ولذا سنأخذ هذا الخيط الرفيع وسننتظر تصرف السوق، فإن استطاعت الاسعار الثبات مرة اخرى اعلى منطقة 50.00 فإننا قد نرى التجربة على مستويات مقاومة اعلى في مناطق 55.00 وهي رأس المبنى الدببي الذي انهارت منه الاسعار حتى منطقة 46.70 ، في حال صعدت الاسعار لهذا المستوى ونجحت بإختراقه فإن الاشارة الخضراء ستكون مفتوحة للثيران للتقدم شمالاً والتجربة على مستوى 60.00 وهو المستوى الذي قامت السعودية بانشاء موازنة عام 2015 بناء عليه، عدا هذا السيناريو فإن كسر مستوى 46.50 لاسفل قد يفتح المجال مجددا امام الدببة للتجربة على مستويات اعنف جنوباً كمنطقة دعم 40.00 ثم الدعم الاساسي وقاع ازمة 2008 في منطقة 33.50