شهدت أسواق العملات الأجنبية "الفوركس" يوم أمس تطوراً هاماً على صعيد التوقعات للسياسة المالية في بريطانيا بعد تلميحات من محافظ بنك انجلترا بأن رفع أسعار الفائدة قد بات أقرب. تصريحات مارك كارني، محافظ بنك انجلترا، أمام صناع القرار في بريطانيا جاءت لتدفع بالجنيه الاسترليني إلى الارتفاع بقوة يوم أمس الثلاثاء ليصل إلى مستويات 1.5653 وهو المستوى الأعلى للجنيه الاسترليني منذ بداية الشهر الحالي. وفيما توجه تركيز الأسواق يوم أمس بعيداً عن الأزمة اليونانية وبات التركيز ليوم أمس على كل من كلمة كارني والاتفاق النووي الايراني فإن الانظار اليوم تتجه نحو الولايات المتحدة الأمريكية وحديث جانيت يلين، رئيسة الفيدرالي الأمريكي، أمام لجنة الخدمات المالية وما يمكن أن نشهده خلال هذه الشهادة من مؤشرات حول مستقبل السياسة المالية في الولايات المتحدة وتحديداً الموعد المرتقب لرفع الفائدة الأمريكية. وزادت تحديات يلين التي تواجهها جانيت يلين بعد البيانات المخيبة للآمال التي أظهرت تراجع مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة بنسبة 0.3% خلال شهر يونيو الماضي. حيث أن اللجنة قد توجه أسئلة لجانيت يلين حول هذا الأمر خلال الاستجواب اليوم وبالتالي فإن أي مؤشرات أن هناك عرقلة من قبل صناع القرار لرفع الفيدرالي للفائدة قد يؤدي إلى تراجع الدولار الأمريكي. وفي القارة الآسيوية، خفض بنك اليابان توقعاته للتضخم والنمو في اليابان حسب ما أعلنه البنك اليوم الأربعاء، حيث أوضح البنك أن السنة المالية الحالية والتي تنتهي في مارس 2016 ستشهد ارتفاعاً بنسبة 0.7% لمؤشر أسعار المستهلك وهو أقل من توقعات البنك في ابريل الماضي بارتفاعها بنسبة 0.8%. كما وأشار البنك إلى أن الاقتصاد الياباني من المتوقع أن يشهد نمواً بنسبة 1.7% وهو أقل من التقدير السابق للبنك بنمو بنسبة 2%. ورغم ذلك، أبقى بنك اليابان سياسته النقدية دون تغيير وابقى عمليات التيسير الكمي كما هي وهو ما كان متوقعاً بشكل كبير من الأسواق وانعكس باستقبال هذه الأخبار دون أي تحرك فعلي على الين الياباني أمام العملات الأخرى. ونترقب اليوم الاعلان عن مجموعة من البيانات الهامة من بريطانيا والولايات المتحدة وكندا والتي تعتبر أهمها مؤشر متوسط الأجور، وهو مؤشر يقيس التغير في الأجور الحكومية والخاصة التي يتم دفعها للعاملين في بريطانيا بما في ذلك الحوافز، وكذلك التغير في الشكاوى العاطلين عن العمل في بريطانيا ومعدل البطالة البريطاني. ومن كندا، نترقب صدور بيانات المبيعات الصناعية وكذلك من الولايات المتحدة نترقب صدور مؤشر اسعار المنتج وهو من المؤشرات التي يتم من خلالها توقع التضخم السعري الناتج عن أسعار المدخلات الانتاجية. كمل ويبقى من المهم ترقب أي تطورات هامة يمكن أن نشهدها في أوروبا حول الأزمة اليونانية وما يمكن أن تشكله من تأثير على تحرك اليورو بشكل خاص. النظرة الفنية اليورو دولار: يستمر اليورو دولار بالتحرك المحدود أعلى من مستوى الدعم الهام عند 1.0953 والذي تمكن حتى اللحظة من الصمود أمام محاولات الهبوط خلال اليومين الماضيين. ومع تحسن حالة التشبع التي كان اليورو دولار قد شهدها بعد الهبوط القوي والارتداد المحدود الذي شهدناه يوم أمس الثلاثاء فإن صمود مستوى الدعم قد لا يستمر طويلاً في حال شهدنا أي تطورات سلبية على الزوج. في الوقت نفسه يبقى مستوى المقاومة الأهم في الفترة الحالية بعيد نسبياً عن المستويات الحالية حيث يعتبر مستوى 1.1215 هو النقطة الأهم التي قد يواجهها اليورو دولار في أي محاولة للارتفاع. النظرة العامة تبقى حذرة وتبقى حالة الترقب للمستويات المذكورة لتحديد الاتجاه العام للفترة القادمة للزوج. الدولار ين: هدأت الارتفاعات على الدولار ين يوم أمس وانتهت فترة من الارتفاعات استمرت لأربعة أيام بعد أن شهد الدولار ين تراجعاً طفيفاً يوم أمس الثلاثاء فيما بقيت حركته محدودة خلال الفترة الآسيوية صباح اليوم. وفيما لا تزال النظرة العامة ايجابية بعد أن تمكن الزوج من كسر خط الاتجاه الهابط على المدى المتوسط إلا أن مستوى المقاومة 123.71 بقي قادراً على الحد من ارتفاعات الزوج خلال الفترة الماضية ودفعه إلى بعض التصحيح المحدود خلال تداولات يوم أمس. ومع بقاء الزوج ضمن مستويات التشبع بالشراء واقتراب مؤشر الستوكاستيك من التقاطع السلبي أعلى مستوى 80% فإن التصحيح قد يستمر لفترة أطول قبل أن نشهد قدرة للدولار ين على الصعود من جديد واكتساب الاتجاه الصاعد للعزم اللازم لإكمال الصعود. في الوقت نفسه فإن أي هبوط قد يواجه دعماً هاماً عند مستويات 122.50 وهو الدعم الأهم أمام الزوج في الفترة الحالية. الاسترليني دولار: كانت تصريحات كارني سبباً هاما في دفع الجنيه الاسترليني للعودة إلى الاتجاه الصاعد من جديد بعد أن تمكن من كسره في وقت سابق بتاريخ 7 يوليو الماضي. هذه العودة إلى نطاق الاتجاه الصاعد أعادت النظرة الايجابية للجنيه الاسترليني في الفترة الحالية خاصة بعد الاختبار لمستويات أعلى من مستوى المقاومة المهم عند 1.5628 واستقراره أعلى منها حتى هذه اللحظة. وتبقى المقاومة الأكثر أهمية في الفترة الحالية عند 1.5818 والتي قد تشكل بعض التحدي أمام الزوج على المدى المتوسط. تحذير المخاطرة: تحمل جميع المنتجات المالية المتداولة على الهامش درجة عالية من المخاطرة برأس المال. أي توقعات تعطى ليست مؤشرا على النتائج في المستقبل.